من كتب ابونا عبد المسيح بسيط كتاب ان كان المسيح الها فكيف
صفحة 1 من اصل 1
من كتب ابونا عبد المسيح بسيط كتاب ان كان المسيح الها فكيف
الجزء الاول
كيف كان المسيح يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة ؟
وكيف كان يتقوى بالروح ممتلئا حكمة ؟
كيف نما في رحم العذراء القديسة مريم؟ وكيف نما في القامة إذا كان هو اللَّه الذي يُحيط بكلّ شيء ولا يَحُدَّه شيء ؟
كيف تربَّي في الناصرة إذا كان هو خالق كلّ شيء ؟
كيف كان يتقدَّم في النعمة إذا كان هو اللَّه كلِّيّ النعم ؟
كيف كان يتقدَّم في الحكمة إذا كان هو اللَّه كلِّيّ الحكمة والعلم ؟
كيف كان يتقوَّي بالروح إذا كان هو اللَّه واللَّه روح ؟
ويوضِّح لنا الكتاب المقدَّس أنَّ المسيح هو كلمة اللَّه الذي هو اللَّه ذاته ، بلاهوته ، كلمة اللَّه المملوء نعمة وحقًا وقد صار جسدًا :
- 9 -
" وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. " (يو1/14) ، إتّخذ جسدًا ، صورة اللَّه الذي هو اللَّه إتّخذ صورة العبد " اَلَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. " (في2/6-7) ، اللَّه ، الكلمة ، الذي حلَّ بلاهوته في الناسوت ، وتجسَّد الذي "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً. " (كو2/9) ، ظهر في الجسد " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1تي3/16) ، ووُلِدَ من إمرأة في بيت لحم في ملء الزمان ، وهو كلِّي الوجود ، الموجود في كلّ زمان ومكان ، والذي لا يحُدَّه شيء " وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ" (غل4/4) .
وكما نقول عنه في قانون الإيمان " نؤمن بربٍ واحدٍ يسوع المسيح ابن اللَّه الوحيد المولود من الآب قبل كلّ الدهور نور من نور إله حق من إله حق مساوٍ للآب في الجوهر ، الذي به كان كلّ شيء ، هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنَّس " .
ولكنَّه بلاهوته ظلَّ هو هو كلِّيّ الوجود الموجود في كلِّ زمان ومكان لا يَحُدَّه شيء ولا يُحيط به شيء ، كما يقول القديس أثناسيوس
- 10 -
الرسولي " فلا يتوهمن أحد ، أنَّه أصبح محصورًا في الجسد ، أو أنَّ كلّ مكان آخر أصبح خاليًا منه بسبب حلوله في الجسد ، أو أنَّ العالم أصبح محرومًا من عنايته وتدبيره طالما كان يحرك الجسد 000 إنَّه وهو " الكلمة " الذي لا يحويه مكان ، فإنَّه هو نفسه يحوي كل الأشياء ، وبينما كان حاضرًا في كلِّ الخليقة فقد كان يتميَّز عن سائر الكون في الجوهر ، وحاضرًا في كلِّ الأشياء بقدرته ، ضابطًا كلِّ الأشياء ، ومُظهرًا عنايته فوق كلِّ شيء ، وفي كلِّ شيء ، وواهبًا الحياة لكلِّ شيء ، ولكلِّ الأشياء ، مالئًا الكلّ دون أنْ يُحَدَّ ، بل كائنًا في أبيه وحده كليًا .
وهكذا حتي مع حلوله في جسد بشريّ واهبًا إيَّاه الحياة ، فقد كان يمنح الحياة في نفس الوقت للكون بلا تناقض 000 ومع أنَّه كان معروفًا من خلال أعماله التي عملها في الجسد ، كان في نفس الوقت ظاهرًا أيضًا في أعمال الكون " [ تجسد الكلمة 17 ].
فهو ، المسيح ، بعد التجسُّد كان كاملاً في لاهوته وكاملاً في ناسوته ، ولأنَّه كان كاملاً في ناسوته فقد نما بالفعل في القامة ، الجسم ، كإنسان ، نما في رحم العذراء كجنين وهو متحد باللاهوت ،
- 11 -
ووُلِدَ كطفلٍ وهو مُتَّحِد باللاهوت ، ونما كطفلٍ وفتي وشابٍ ورجلٍ وهو مُتَّحِد باللاهوت " لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين " . ولكنَّه كابن اللَّه ، بلاهوته ، لم يكنْ في حاجة إلي نموّ في الحجم لأنَّه كلِّيّ الوجود، الموجود في كل زمان ومكان ، ولا في المعرفة لأنَّه كلِّيّ المعرفة والعلم ، العَالِم بكلِّ شيء ، علام الغيوب ، ولا في القوَّة لأنَّه القادر علي كلِّ شيء ، كلِّيّ القدرة .
للموضوع باقية على فترات نقدمة
كيف كان المسيح يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة ؟
وكيف كان يتقوى بالروح ممتلئا حكمة ؟
كيف نما في رحم العذراء القديسة مريم؟ وكيف نما في القامة إذا كان هو اللَّه الذي يُحيط بكلّ شيء ولا يَحُدَّه شيء ؟
كيف تربَّي في الناصرة إذا كان هو خالق كلّ شيء ؟
كيف كان يتقدَّم في النعمة إذا كان هو اللَّه كلِّيّ النعم ؟
كيف كان يتقدَّم في الحكمة إذا كان هو اللَّه كلِّيّ الحكمة والعلم ؟
كيف كان يتقوَّي بالروح إذا كان هو اللَّه واللَّه روح ؟
ويوضِّح لنا الكتاب المقدَّس أنَّ المسيح هو كلمة اللَّه الذي هو اللَّه ذاته ، بلاهوته ، كلمة اللَّه المملوء نعمة وحقًا وقد صار جسدًا :
- 9 -
" وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. " (يو1/14) ، إتّخذ جسدًا ، صورة اللَّه الذي هو اللَّه إتّخذ صورة العبد " اَلَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. " (في2/6-7) ، اللَّه ، الكلمة ، الذي حلَّ بلاهوته في الناسوت ، وتجسَّد الذي "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً. " (كو2/9) ، ظهر في الجسد " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1تي3/16) ، ووُلِدَ من إمرأة في بيت لحم في ملء الزمان ، وهو كلِّي الوجود ، الموجود في كلّ زمان ومكان ، والذي لا يحُدَّه شيء " وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ" (غل4/4) .
وكما نقول عنه في قانون الإيمان " نؤمن بربٍ واحدٍ يسوع المسيح ابن اللَّه الوحيد المولود من الآب قبل كلّ الدهور نور من نور إله حق من إله حق مساوٍ للآب في الجوهر ، الذي به كان كلّ شيء ، هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنَّس " .
ولكنَّه بلاهوته ظلَّ هو هو كلِّيّ الوجود الموجود في كلِّ زمان ومكان لا يَحُدَّه شيء ولا يُحيط به شيء ، كما يقول القديس أثناسيوس
- 10 -
الرسولي " فلا يتوهمن أحد ، أنَّه أصبح محصورًا في الجسد ، أو أنَّ كلّ مكان آخر أصبح خاليًا منه بسبب حلوله في الجسد ، أو أنَّ العالم أصبح محرومًا من عنايته وتدبيره طالما كان يحرك الجسد 000 إنَّه وهو " الكلمة " الذي لا يحويه مكان ، فإنَّه هو نفسه يحوي كل الأشياء ، وبينما كان حاضرًا في كلِّ الخليقة فقد كان يتميَّز عن سائر الكون في الجوهر ، وحاضرًا في كلِّ الأشياء بقدرته ، ضابطًا كلِّ الأشياء ، ومُظهرًا عنايته فوق كلِّ شيء ، وفي كلِّ شيء ، وواهبًا الحياة لكلِّ شيء ، ولكلِّ الأشياء ، مالئًا الكلّ دون أنْ يُحَدَّ ، بل كائنًا في أبيه وحده كليًا .
وهكذا حتي مع حلوله في جسد بشريّ واهبًا إيَّاه الحياة ، فقد كان يمنح الحياة في نفس الوقت للكون بلا تناقض 000 ومع أنَّه كان معروفًا من خلال أعماله التي عملها في الجسد ، كان في نفس الوقت ظاهرًا أيضًا في أعمال الكون " [ تجسد الكلمة 17 ].
فهو ، المسيح ، بعد التجسُّد كان كاملاً في لاهوته وكاملاً في ناسوته ، ولأنَّه كان كاملاً في ناسوته فقد نما بالفعل في القامة ، الجسم ، كإنسان ، نما في رحم العذراء كجنين وهو متحد باللاهوت ،
- 11 -
ووُلِدَ كطفلٍ وهو مُتَّحِد باللاهوت ، ونما كطفلٍ وفتي وشابٍ ورجلٍ وهو مُتَّحِد باللاهوت " لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين " . ولكنَّه كابن اللَّه ، بلاهوته ، لم يكنْ في حاجة إلي نموّ في الحجم لأنَّه كلِّيّ الوجود، الموجود في كل زمان ومكان ، ولا في المعرفة لأنَّه كلِّيّ المعرفة والعلم ، العَالِم بكلِّ شيء ، علام الغيوب ، ولا في القوَّة لأنَّه القادر علي كلِّ شيء ، كلِّيّ القدرة .
للموضوع باقية على فترات نقدمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى